الإرشاد الأسري وتاريخه

الإرشاد الأسري عبارة عن مساعدة بعض أفراد الأسرة لشخص من بينهم، أو لمجموعة من الأشخاص يمكن في صورة فردية أو جماعية لمساعدتهم على فهم ماهية الحياة الأسرية، وكيفية التعامل معها، وكيفية الاستجابة لمتطلباتها، وكيفية حل المشكلات الأسرية التي تواجه كل شخص داخل منزله، مع الأشخاص الذين يعيش معهم، كما أن الشخص المساعد هذا لابد أن يتوافر فيه بعض الصفات مثل المهارات اللازمة والخبرة التي يستطيع من خلالها مساعدة الشخص على أداء المهام الموكلة إليه بشكل يسير وبسهولة أكبر، وبأسلوب راقي.

الإرشاد الأسري

  • يمكن أن يساعد الإرشاد الأسري بعض الأشخاص على تعلم فهم الحياة بشكل أوضح من ذي قبل، حيث يمكن أن يواجه بعض المشكلات التي لا يستطيع حلها، وبالتالي فلابد له من شخص يعلمه كيف تكون الحياة الاجتماعية.
  • وكيف يتم التعامل معها ومع المشكلات التي تواجهه، والطرق المثلى لحلها، وبالتالي فلابد أن يفهم أن عليه واجبات لابد من أن يبذلها، حتى يحصل على الحقوق التي هي له، ويساعده على التواصل بطريقة صحيحة.

الإرشاد الأسري وتاريخه

  • كانت بدايته في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول غرب أوروبا، قديماً منذ سبعينات القرن الماضي، ولقد ظهر الإرشاد الأسري والعلاج الأسري في الكثير من الأماكن، حيث يحتوي على أسلوباً يعتمد على كفاءة الإرشاد.
  • كما أن الإرشاد النفسي يشار إليه على أنه طريقة حديثة في العلاج من المشكلات التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، سواء كانت مشكلات نفسية أو مشكلات أسرية ناتجة عن عدم وضوح الرؤية للشخص، أو أسباب أخرى.
  • كما أن هناك بعض العوامل التي كانت السبب في ظهور الإرشاد الأسري حيث تميز الإرشاد الأسري بسيادة اتجاهاته التحليلية النفسية، والتي من خلالها يستقطب الكثير من الاهتمام والكثير من الجهود التي يبذلها المعالجين.

الإرشاد النفسي وأهدافه

  • يوجد للإرشاد الأسري نوعين من الأهداف، تأتي في البداية الأهداف العامة، فهي عبارة عن مساعدة جميع أفراد الأسرة على التفكير بشكل سليم، والوصول إلى تنمية العلاقات الإنسانية مع بعضهم البعض.
  • وتنمية العلاقات الإنسانية مع جميع أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه، من خلال بعض التوصيات والإرشادات التي يمكن أن تساعد الأسرة وأعضائها في الكثير من حل المشكلات التي يواجهونها.
  • ويأتي هنا النوع الثاني من الأهداف، ألا وهي الأهداف الخاصة، فإن الأهداف الخاصة عبارة عن تعليم الأصول الاجتماعية لتنشئة الفرد داخل المجتمع، كما أنه يعمل على توجيه الفكر في علاج المشكلات التي تنتج بين الأشخاص، كما أنه يعمل على إيجاد حلول مناسبة لها.
  • يساعد الإرشاد الأسري على إيجاد التوافق النفسي بين الشخص وأسرته وأصدقائه، والأشخاص الذين يقوم بالتعامل معهم بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أنه يعمل على تحقيق التوافق بين الأشخاص بسهولة أكبر.
  • يستطيع الإرشاد النفسي أن يساعد الأسرة على تحديد سلوكيات جديدة تتعامل بها مع بعضهم البعض، ومع الأشخاص الآخرين، حيث يساعد على إنشاء أساليب لعلاج المشكلات، والاضطرابات النفسية للفرد.
  • يعمل على تهيئة وتحقيق الانسجام بين الأفراد والتوازن الذي يحدث في العلاقات الإنسانية بين أفراد الأسرة وبعضهم البعض، وبين المجتمع أيضاً، مما يساعد على تحسن سلوكيات الفرد، وتفكيره.

الإرشاد الأسري نظرياته وعلاجه

  • هناك الكثير من الاتجاهات الأساسية للإرشاد والعلاج الأسري، والتي يمكن حصرها في خمسة اتجاهات هامة في الإرشاد الأسري، وهي الاتجاه السيكودينامي، والاتجاه المعرفي، والاتجاه النسقي.
  • كما أن هناك الاتجاه السلوكي، والاتجاه البنائي، واتجاه العلاج الأسري الوظيفي، وهو الذي نحن بصدد الحديث عنه الآن، حيث أنه يعتمد على التحليل النفسي للمساعدة في علاج الكثير من المشكلات الأسرية.

برامج الإرشاد الأسري

  • هناك الكثير من البرامج التي تحتوي على الإرشاد الأسري والتي يحتاجها الكثير من الأشخاص حتى يستطيع التعرف على الحياة التي يعيشها، وعلى الأساليب التي لابد من أن يتبعها حتى يستطيع أن يحيا بين المجتمع.
  • كما أن الإرشاد النفسي يعمل على توجيه الجميع، وليس لفئة معينة، حيث أن لكل فئة مشاكلها التي تؤرقها، ولذلك نجد أن الإرشاد النفسي يدخل في مجالات مختلفة، ومع الكثير من الأشخاص باختلاف شخصياتهم.
  • فنجد أن ضمن برامج الإرشاد الأسري هو الإرشاد النفسي، وتربية الأبناء، وبرامج التأهيل للزواج، والزواج في الإسلام، والصمت الزوجي، والفتور العاطفي الذي يحدث عادة بين الأزواج.

المهارات الواجب توافرها في المرشد الأسري

  • المرشد الأسري بداية هو الشخص الذي من خلاله تتم عملية التواصل بين أفراد الأسرة، أو أفراد الجماعة التي تحتاج إلى بعض الإرشادات التي تساعدها في إقامة حياة أسرية ومجتمعية متناسقة مع المفاهيم العامة للفرد.
  • وبالتالي فإنه يعتبر الشخص الذي يقوم بالكثير من الأمور حتى يستطيع أن يوصل لكل فرد كيفية الطرق التي يمكنه التعامل من خلالها، ولابد من أن يكون شخص يتمتع بالكثير من المعلومات العامة والمهارات.
  • ولابد من توافر الكثير من المهارات لدى المرشد الأسري والتي سوف تساعده على مساعدة الآخرين والتكيف المجتمعي بين أفراد الأسرة والفرد والمجتمع، بالأسلوب الأمثل الذي يجب التعامل من خلاله.
  • ويجب أن يتوفر في المرشد الأسري بعض المهارات منها: مهارة التواصل مع الآخرين، فلابد أنه يكون لديه شخصية جذابة، ولبق ومحبوب، وبسيط في المعاملة، يتحدث بطلاقة وتلقائية حتى يستطيع الوصول إلى الآخرين.
  • كما أنه لابد أن يتجنب الكثير من الأحاديث التي تعوق إتمام الاتصال بينه وبين الأشخاص، حتى لا يخافون منه، ويكونون أكثر حيطة وحذر، وبالتالي فلا يمكن أن يصلوا إلى حل لمشكلاتهم.
  • كما لابد أن يتمتع المرشد الأسري بالثقة بالنفس، حيث أن هذا من أهم العوامل التي تساعده في الوصول إلى هدفه بشكل سريع للتواصل مع الآخرين وحل مشكلاتهم والتعمق في ذاتهم لفهم ما يحتاجونه من مساعدة.
  • لابد أن يفهم نفسه بشكل صحيح، وأن يفهم ما عليه القيام به، حيث أنه لا يمكن أن يكون شخصاً دفاعياً، ولا يلجأ إلى الحيل في أحاديثه، كما أنه لابد أن يتعامل مع الأفراد بشكل منطقي وأسلوب لائق مجتمعياً وإنسانياً.
  • لابد أن يساعد الفرد والجماعة على الاهتمام ببعضهم البعض، وبمشكلاتهم، وكذلك لابد أن يساعدهم على نشر الاحترام بينهم، كما أنه لابد من أن يساعدهم على المشاركة الفعالة التي تفيدهم جميعاً.
  • يجب أن يمتلك المرشد الأسري بعض المعلومات الهامة في كل الموضوعات التي تهم مجال عمله، ولابد أن يكون ملم بكل الأساليب والوسائل التي تساعده في التعامل مع الآخرين بشكل محترف.
  • كما يجب أن يحاول أن يفهم سلوكيات الأشخاص الذين يتعامل معهم، دون إصدار أحكام مسبقة من خلال الشكل، أو المظهر العام للفرد، كما أنه لابد أن يتجاوب معهم بشكل يسمح له بالوصول إلى تحقيق الهدف المرجو.
  • لابد أن يتمتع بالقدرة على التنظيم، سواء تنظيم الوقائع أو الأفكار، أو البيانات التي يحتاج لاستخدامها، حتى يصل من خلال ذلك إلى نتائج أكثر موضوعية، ومنطقية في إطار تلك العلاقات التي يخوضها.
  • لابد أن يكون مثقفاً بشكل كافي، ولديه الكثير من الوعي، بحيث أنه لابد أن يتحلى ببعض المعلومات في جميع المجالات، وليس عبقرياً فيها، ولكن لابد أن يكون له معلومات يستند إليها عند تعامله مع بعض الأشخاص.

المرشد الأسري يجب أن يتحلى بالثبات الانفعالي، فلا يمكنه التفاعل مع شخص، ولا التأثر بشخص، حتى لا يجرح مشاعر أحد، ولا يحاول أحد خداعه، كما أن العلاقة بينهم لا تقتضي ذلك حتى وإن كان لديه قصة مؤثرة.

X