
الكثير من الآباء والأمهات لديهم استفسارات كثيرة حول التصرفات التي يقوم بها أطفالهم، وأنهم لا يجدون لها حلول، كما أنه في كثير من الأحيان يقوم الطفل بإحراج والديه عن طريق القيام بتصرف غير محسوب، وبالتالي يتساءل الكثير من الآباء عن كيفية تعيل السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال، وكيفية السيطرة عليها، وتغييرها للأفضل، وهل يمكن أن يتغير الطفل من طفل عصبي وعنيد إلى طفل هادئ وسوي، وهل سوف يؤثر ذلك السلوك الخاطئ في صغره على تصرفاته عندما يكبر، أم أن كل هذه السلوكيات والتصرفات الخاطئة وغير المقبولة هي فقط تعتبر ضمن مراحل الطفولة، وسوف تنتهي بانتهاء تلك الفترة؟!
تعديل السلوك الخاطئ عند الأطفال
- قد يظن البعض أن الطفل من المفترض أن يتفهم كل كبيرة وصغيرة في التعامل مع الآباء، ومع الأقرباء، وكذلك مع الغرباء، ولكن هل يستطيع الطفل ذلك وهو في سن لا يعي فيها إلا ما يراه أو يعتاد عليه من الأهل؟!
- هذا السؤال لابد من الإجابة عليه؛ فإن إجابته فيها الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى القيام بتلك السلوكيات غير المقبولة، وبالتالي فإن الإجابة التي ينتظرها الجميع هي أنه لابد للآباء أن يعلموا أبناءهم كيفية التعامل.
- فالأب والأم هم المسئولون عن سلوكيات أطفالهم، حيث أن الطفل لا يستطيع تفهم كل شيء بمفرده، ولكن من الطبيعي أن يقلد الكبير عندما يقوم بفعل شيء، وبالتالي فإن أردت تربية أبنائك بطريقة صحيحة، فربي نفسك أولاً.
- فلا تستطيع أن تمنع الطفل عن الكذب إن كنت أنت تمارس الكذب أمامه، ولا تستطيع أن تثنيه عن شيء أن تفعله أمامه، وبالتالي فإنه لابد للآباء أن يعلموا كيف يقوموا أبنائهم، وما هي الطرق السليمة التي لابد من اتباعها في ذلك.
أسباب العند عند الأطفال
- إن لم تلبي له ما يطلب فإنه يكون عنيداً، ولكن كيف تعلم ذلك، وكيف علم أنه إن كان عنيداً فسوف تلبى جميع طلباته، فقط إنه التعود، فإن الكثير من الآباء يقوم بإسكات طفله إن قام بعمل جلبة حتى يستمتع بوقته فقط.
- ثم يأخذ الطفل في الاعتياد على ذلك، وعند عدم تلبية رغبة الطفل بعد أن اعتاد على الأمر، فإنه يلاقي ما يضايقه من الآباء، فإنه يلجأ للخطة البديلة وهي العند حتى يصل إلى ما يريد.
- إن أرغمت الطفل على أداء بعض المهام التي لا يرغب فيها، أو فرضت عليه شيئاً فإنه سرعان ما يقوم بالعند حتى لا يلبي ما أوكل إليها من مهام بسيطة، وبالتالي فإن العند لدى الطفل هو يعتبر بمثابة الاعتراض على أمر ما.
- كل ذلك نستطيع تغييره إلى الأفضل، ولكن بطرق حديثة لمعاملة الأطفال، وبالتالي فيجب على الآباء أن يكون لديهم ثقافة التعامل مع الطفل، وتعديل سلوكه من السيء إلى السلوك المناسب.
كيف نقوم بتعديل سلوكيات الطفل العنيد
- لابد بداية من الاستماع للطفل بشكل جيد، خاصة وإن كان طفلاً عنيداً، فلابد للإنصات لهم حتى يستوعب الآباء ما يدور في ذهن الصغير، ثم يقوم بتحويل وجهة نظر الطفل هذه إلى محادثة بينهم.
- يقوم فيها الآباء بالنظر إلى ما يرغبه الطفل، ويحاولون إقناعه بطرق بسيطة وسهلة ويراقبون تصرفاته، ولكن لابد في البداية من تعليمه السلوك الجيد، والتحدث بطريقة لائقة، واتباع أسلوب راقي في الحديث بشكل عام.
- ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة تقويم العند لدى الطفل، وبالتالي فإنه لابد من أخذ الأمر بشكل جاد، حيث أنه من الممكن صرف نظر الطفل بسهولة عن شيء يرغب به بشدة، ولكن بأسلوب راقي في التعامل، وليس بالترهيب.
- لابد من عدم معاتبة الطفل أمام الآخرين، وإفشاء تلك الأسرار الصغيرة التي يحتفظ بها الطفل مع أحد الأبوين، فهي يمكن أن تكون صغيرة وتافهة من وجهة نظر الآباء، ولكنها كبيرة جداً عند الطفل، ولا يستطيع التخلي عنها.
- يجب مراعاة شعور الطفل مهما كان صغيراً، حتى يتعلم مراعاة شعور الآخرين من ذلك السلوك، فإن الطفل يعتاد بالتقليد على فعل الأشياء، وليس بالكلمات البراقة دون العمل بها خاصة أمام ناظريه.
- من المهم جداً أن يعتاد الطفل على التعبير عن ذاته، وعن رغباته بشكل صحيح، ولابد من مراعاة الآباء لذلك، حيث أنه من الخطأ أن يراجع أحد الآباء الطفل على خطأ ارتكبه أمام الآخرين.
- عزة النفس من أهم الأشياء التي لابد أن يراعيها الآباء في الطفل، وأن يساعدوه في الاعتياد عليها بشدة ورغم أي ظروف، حتى يستطيع الحفاظ على نفسه وكرامته أمام الآخرين، ولا يقبلون أبداً بإهانته.
- كل تلك الأمور لابد من مراعاتها عند التعامل مع الطفل، حيث أن الطفل عندما يشعر بأنه مرغوب اجتماعياً ومحبوب، من الصعب أن تجده يفتعل المشاكل، أو أن يكون عنيداً.
- وفي النهاية فإنها في النهاية الحفاظ على صحته النفسية من أي مشكلات قد تواجهه في أي وقت وبالتالي لابد من الحفاظ على النشاط الذهني للطفل حيث أنه لابد أن يساعده الوالدين على كيفية التفكير واتخاذ القرارات الصائبة دائماً.
- تلك الأمور لا تأتي إلى بالتعليم بشكل بسيط وسهل، وأسلوب مناسب لفهم وتفكير الطفل، حتى يستطيع التعامل مع أقرانه وأقاربه والمجتمع الذي يعيش فيه في المستقبل.
أقرأ أيضاً:- تعليم الطفل كيف يعبر عن ذاته
الطفل كثير البكاء
- أطفال كثير لديها تلك الظاهرة وهي كثرة البكاء على كل شيء، والكثير من الأمهات لا تفهم في الحقيقة ماذا يريد الطفل لكثرة بكاؤه على كل شيء، ولكن هناك العديد من الأسباب الهامة ليشعر الطفل بالحاجة للاستغاثة فيبدأ بالبكاء.
- ولكن الطفل يبكي في أحوال عدة ومنها أنه جائع مثلاً، أو أنه يريد مريض، أو يشعر بشيء يخوفه، ولكنه لا يستطيع التعبير عما يشعر به.
- وكذلك فإنه لابد للأم أن تتفهم ذلك وتعمل على فهم طفلها ومتطلباته، وتساعده على أداء ما يحتاجه دون اللجوء إلى العصبية، كما أن الأطفال في سن متقدمة عن ذلك فإنها تكون ترغب في الحصول على بعض الأشياء.
- ومن ثم تجد الطفل يكثر من البكاء، وغالباً ما تزيد تلك النوبة من البكاء أمام الغرباء، وذلك يبتغي الطفل منه إحراج الوالدين ليعطوه ما يريد، ولكن لابد من التعرف على ذلك السلوك من الطفل، وتعديله بشتى الطرق.
- فإن الطفل الذي يفتعل المشاكل للحصول على شيء فلابد من التغيير في شخصيته وعدم الرضوخ لما يفعل، فسوف يعتاد على ذلك، وسوف يجعله هذا السلوك يعتاد على الأنانية، وحب الذات، وغض البصر عن حقوق الآخرين.
- وبالتالي فلابد من علاج ذلك الخلل الذي بدأ بالظهور في شخصية الطفل منذ صغره ولا يقول أحد الوالدين إنه صغير، وعندما يكبر سوف يتعلم، ولكن لابد من القيام بتعليم الصغير مبكراً، حتى لا يعتاد ذلك.
- وعلاجه هو عدم الاستماع له، ولكن يمكن تهدئته، وأخذه في مناقشة في موضوع بعيد عن الشيء الذي يرغب فيه، كما أنه يمكن الحديث معه عن أضرار ما يفعله، وأنه سلوك سيء وخاطئ.
- كما أنه لابد من مدح الطفل، وجعله يشعر بأنه طفل ذكي وجميل، وأنه لا يليق به أن يفعل تلك الأفعال المشينة، وبالتالي فإنه يستمع إلى الشخص الذي يحدثه بلين، فلا يجب أن يتحدث أبواه إليه بأسلوب مهين.
الخلل الذي يوجد في شخصية الطفل منذ الصغر، هو في الأساس من ابتكار الآباء، فإنه إن أردنا تربية أبناءنا تربية سليمة من الناحية النفسية والاجتماعية والدينية فإنه لابد من توخي الحذر في التصرفات التي يقوم بها الآباء، حيث أن الأطفال ما هم إلا أداة لتنفيذ كل ما يرونه أمامهم ويقومون بتقليده، فلابد إذن لهم من توافر القدوة الحسنة خاصة في الآباء، حتى يستطيعوا الاعتياد على تعاليم الإسلام الصحيحة، واستخدام الأسلوب الراقي للحوار مع الآباء والآخرين.