تعليم الطفل كيف يعبر عن ذاته

يحصل الطفل على كل سلوك صحيح من أبويه، كما يحصل على السلوكيات السيئة منهم أيضاً، ولكن لابد من تعليم الطفل في سن مبكرة كيف يتعامل مع الآخرين، وليكن تدريبه على الأهل والمقربين مثل الأبوين، والإخوة، والأخوات، وبعض الأقارب الذين يحبهم الطفل، حتى يستطيع فيما بعد التعامل بأسلوب راقي ومحترم مع الغرباء، ومع أصدقاؤه، ومع المجتمع بشكل متكامل، ويشعر فيه بقيمته وبأنه محبوب ومرغوب اجتماعياً، وبالتالي فإنه لابد أن يتعلم ذلك بداية من الأبوين بشكل مباشر، كما أنه لابد أن يشعر بقيمته، وبذاته، ويستطيع أن يعبر عما يرغب في فعله أو القيام به، كما أنه لابد أن يتعلم كيف يعبر عن مشاعره، وبالتالي يستطيع فيما بعد أن يقدر مشاعر الآخرين، ويحافظ عليها.

تعليم الطفل كيف يعبر عن ذاته

  • الكثير من الآباء يظنون أنه طفل صغير، ولابد أن يستمع إلى كل ما يقولون دون مناقشة، وذلك خطأ جسيم يرتكبه الآباء، فلابد من ترك الطفل يعبر عن مشاكله، ويتحدث عن كل ما يقلقه، ويعبر عن رغباته.
  • عندما يقوم الطفل بالتعبير عن ذاته فإنه يحصل على الهدوء والسلام والراحة النفسية، وبالتالي يستطيع أن يتقبل أي انتقاد بناء يوجه إليه، ويستطيع خوض تلك المناقشة التي يمكن أن يدخل فيها مع والديه.
  • فكثير من الأشخاص يعتقد أن الطفل ليس له مشاعر، وأنه لا يفهم، ولا يشعر فهو صغير على أن يشعر، ولكن الطفل له أحاسيس ومشاعر تولد فيه قبل أن يولد هو فسبحان من جعل له إحساس وشعور ورغبات يطالب بها.
  • وإن أقرب من يقوم بمساعدة الطفل على التعبير عن ذاته هو الأم والأب، كما أنهم من يستطيعون فهمه والشعور به دون أن يتحدث، ولكن لابد من ترك الطفل يعبر عن كل ما يشعر به، ولا يترك لنفسه حتى يهدأ.
  • فإنه من الأشياء الضارة نفسياً على الطفل أن يترك وهو في أشد الحاجة لمن يحتضنه، أو يخفف عنه, ويواسيه إن شعر أنه خائف، أو قلق من شيء، أو يعاني من مشكلة ما، وقد يرى الآباء أنه من المنطقي أن يترك ليهدأ قليلاً.
  • ولا يعرف الآباء أن بهذا السلوك الخاطئ من الآباء أنهم يعلمونه الوحدة، والابتعاد عن الجو الأسري، وبالتالي هذا السلوك يزرع فيه حب العزلة، وعدم مواجهة المواقف، وعدم الشعور بالرضا.

أقرأ أيضاً:- فن التعامل مع الأطفال، وطريقة التعامل مع الطفل العنيد

كيف يكون الطفل إيجابي

  • نحتاج إلى تعليم الطفل كيف يكون إيجابياً، ويعبر عن ذاته، ويعبر عن كل ما يشغله من أمور، حتى يعتاد على خوض التجارب ومشاركة الأحاديث مع الأشخاص، كما أنه من المهم أن يعتمد على نفسه.
  • يعتاد الطفل التعبير عن ذاته عندما يشعر بأنه مرغوب اجتماعياً، ويعيش في بيئة صحية متناسقة مع المبادئ التي يتعلمها، كما يجب أن يتركه الأبوين يتعرف على كيفية التعامل مع الأشخاص، وكيف يكون لبقاً.
  • مشاركة الطفل لأقرانه في كل ما يقومون به من أنشطة تنمي الذكاء عند الطفل وتجعله يفكر بشكل صحيح، ويعمل على فهم ما يحدث أمامه وتطبيقه في حياته بشكل سليم، كما أنه يتيح له فرصة التعلم.
  • لابد أن يختار ما يرغب بفعله، مع تقويم تلك الأفعال التي يمكن أن تكون خاطئة، ولكن بالتوجيه فإن الطفل يعرض عن تلك الأمور التي لم تكن من مصلحته في شيء، وبالتالي يتعامل مع كل ما يحبه بشكل صحيح وواضح.
  • لابد من بث شعور الحب والاندماج بين الأسرة وبعضها البعض، حتى يعتاد الطفل أيضاً على الشعور بحب من حول، وحب جميع أفراد الأسرة لبعضهم البعض، وبالتالي فإن هذا يشعره بالثقة بالنفس في كل الأوقات والمواقف.
  • البيئة الصحية التي ينشأ فيها الطفل تبدأ من منزله، وهي البيئة الأولى التي يستقي منها الطفل كل ما يتعلمه، والتي لابد أن يجد فيها التعاون والحب بين أفرادها، ومساعدة كل فرد للآخر دون إشعاره بأي مشاعر سلبية.

مساعدة الطفل على المشاركة الفعالة

  • المشاركة في العديد من الأنشطة التي تعمل على زيادة مواهب الطفل وتنميها، وتساعده على استخدام عقله في التفكير والتطور في الكثير من الأمور، وحل بعض المشكلات التي تواجهه، وتعليمه كيف يختار قراره.
  • تعليم الطفل كيف يساعد زملاؤه إن احتاجوا منه مساعدة، كما أنه يجب أن يتعلم أن يطلب المساعدة من الأشخاص الأكبر منه سناً، والأكثر منه خبرة إن احتاج لذلك ولا يتردد، حتى يتعلم كيف يستطيع حل مشاكله بنفسه.
  • الالتفات إلى حقيقة أن الطفل يجب أن يعتاد على ممارسة الرياضة المفيدة والتي تقوي بدنه وتساعده على التركيز، واستخراج الطاقة الكامنة داخله، والتي تعتبر أيضاً مشاركة لأصدقائه، وتساعده على التعبير عن ذاته.
  • إن ممارسة الرياضة يجب أن تكون في استطاعة الطفل، بمعنى أنه لا ينبغي أن يذهب الطفل لتعلم رياضة لا يستطيع القيام بها، أو أن تكون صعبة، مثل الألعاب التي تتطلب قوة كبيرة في أداءها، ولكن لابد أن يتعلم لعبة بسيطة.
  • وإن من الجدير بالذكر أن الطفل يرغب في الكثير من الرياضات، ويمكن أن يختار أصعبها ليثبت أنه يستطيع، ولكن لابد من توعيته بشأن ما يستطيع أن يقوم به من مجهود، دون أن يشعره أحد الأبوين بأنه يعجز عن أداءها.
  • كما يجب أن يحرص الأبوين على تشجيع الطفل وبث الشعور بالثقة فيه نفسه، ومساعدته على اختيار اللعبة التي يحبها أكثر مع مراعاة سنه، وكذلك يجب أن يقوموا بتشجيعه بشكل دائم، حتى يشعر بمحبتهم.

احتضان الأسرة لطفلها

  • يجب ألا يشعر الطفل في أسرته بأنه غريب، حيث أنه لابد أن يتعامل معاملة جيدة، خاصة وإن جاء مولود آخر، فلابد من العدل بينهم في المعاملة حتى لا يشعر بأنه غير محبوب، وغير مرغوب فيه.
  • كما يجب أن يكون له رأياً في المواقف التي تمر بها الأسرة، بمعنى أن يشعره الأبوين بالمشاركة فيما بينهم، حتى يتكون لديه رؤية مستقبلية ويستطيع أن يكون لديه حق تقرير مصيره عندما يكبر، ويستطيع تولي شئونه.
  • يجب أن يعلم كلا الأبوين الطفل بأنه يجب أن يقتسم العطايا أو الهدايا مع إخوته، وأنه لابد أن يكون لطيفاً معهم، حتى لا يشعر أنه يملك كل شيء، وأن كل شيء له، دون احترام رغبات واحتياجات الآخرين.
  • إضافة إلى ذلك أنه يجب أن يستشعر الطفل بأنه له قيمة وله قيم ومبادئ يسير وفقاً لها، ولابد أن يعرف أنه يحمل مسئولية ما يتعلمه، وأنه لابد من اتباع ذلك، كما يجب أن يعلم أنه إذا أخطأ فعليه الاعتذار ممن أخطأ في حقه.

إذا أردت أن تكون أطفالك يتبعون أسلوباً راقياً في التعامل مع الآخرين، فإنه يجب أن يكون هذا دأبك، وهذا أسلوبك، واعلم أن الطفل لا يستطيع إلا أن يقلد الأب والأم، وكل من يكون قريباً منه، فلابد من أن تجعل نفسك قدوة لطفلك، حتى يستطيع الاعتياد على كل ما يراه، واعلم أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وأنه لابد أن يتعلم منذ صغره، ليجعله نمط حياته المعتاد، ويكون شخصاً قوياً يحترمه الناس.

X