
الأطفال هم هبة الله لنا وأمانة لدينا يجب علينا رعايتهم وأن نفهم متطلباتهم، وفن التعامل مع الأطفال وكيفية غرس القيم التربوية هي مهمة الوالدين حتي نخرج للمجتمع انسان سوى صاحب قيم فاضلة.
ويجب أن نتعلم كيفية التعامل مع الطفل في جميع حالاته النفسية سواء كان عصبي أو عنيد ونعرف كيف نحتوي أطفالنا، وتعليمه كيف يكون انسان اجتماعي يبني الروابط الاجتماعية والعلاقات مع الآخرين.
فن التعامل مع الأطفال
1.شعور الطفل بالمتعة والمرح عند أداء واجباتهم
اكثر المشاكل التي تشعر الاباء بالانزعاج اهمال الطفل الواجبات سواء كانت منزلية بسيطة كترتيب غرفهم وملابسهم أو واجباتهم التعليمية والدراسية.
و من الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الآباء اجبار أطفالهم علي القيام بالواجبات ولكن هناك طريقة أخري يفضل اتباعها وهي جعل المهمة كاللعبه التي يتمتع الطفل بانجازها وجعلها كتحدي ومكافأتهم عليها.
و بهذه الطريقه تكون المهمة مسلية للطفل ولا يشعر بالملل والرتابة عند القيام بها.
2.زرع الثقة بالنفس عند الطفل من فن التعامل مع الأطفال
ولكن كيف نزرع الثقه بنفس اطفالنا؟… يمكن ذلك من خلال منحه بعض الحريات والخيارات في اختيار بعض اموره فمثلاً يمكن انا نعطيهم الحرية في اختيار ملابسهم او الطعام الذي يحب ان يتناوله.
وتلك طريقة لها فائدة في تقليل عصيان الطفل وغضبه وذلك فقط من خلال منحه سلطه بسيطة في اختيار بعض الأمور التي تخصه وتشعره ان لديه فرصة في اتخاذ القرارات الخاصة.
3.تقديم الحب والود للطفل
وذلك من واجبات الوالدين أن يهتموا بالطفل ورعايته وتقديم الحب له والود فيشتد ارتباط الطفل بوالديه ويسهل عليهم غرس القيم والتعاليم بنفس الطفل.
وذلك برعايتهم من كافة النواحي العاطفية والنفسية والجسدية وتوفير بيئة أسرية متماسكة.
وتقديم الاحترام لهم وعدم التعنيف وجعل للطفل كيان داخل أسرته فيتحاور الوالدين معه ببعض الأمور البسيطة وتقديم الدعم والمكافأة لهم علي أي انجاز كتشجيع لهم.
4. انتباه الأهل لتصرفاتهم أمام ابنائهم
الأخلاق والسلوكيات من الأمور المكتسبة فلا يولد الطفل عصبي أو كاذب لذا يجب أن يتحري الوالدين بالسلوكيات الحميدة والخصال الفاضلة وبشكل خاص عند تعاملهم مع طفل.
فلا يجب أن تغضب أو تكذب أمام طفلك حتي تكتسب احترام الطفل لك وجعلك قدوة يكتسب منك القيم والأخلاق.
5.اتباع طريقة الثواب والعقاب
من فن التعامل مع الأطفال وضع العقاب والحدود لهم ورسم القواعد التي يجب الالتزام بها وعند مخالفتها يقع عليه العقاب اللازم والمناسب.
ولكن من الخطأ أن يكون العقاب بالعنف أو الحرمان من الضروريات كالطعام مثلاً فالهدف من تلك الطريقة هي تعليم الطفل الالتزام وليس بناء شخصية ضعيفة.
6.بناء العلاقات الاجتماعية
عزل الطفل ومنعه من التعامل مع الأطفال يؤدي إلي ضعف المهارات الاجتماعية لديه، فيجب علي الأهل جعل الطفل ينسجم مع الآخرين ليتعلم المهارات الاجتماعية وبناء الروابط الاجتماعية.
وتتحقق تلك الطريقة من خلال تخصيص وقت للطفل لتزويده بمهارات العطف نحو الآخرين وتشجيعه علي مساعدة الغير والتعامل بلطف وآدمية.
7.تعزيز الثقة بالذات
يتأثر الطفل بسلوك الوالدين وتصرفاتهم لذا يجب أن يمدح الآباء اطفالهم ويمجدون انجازاتهم حتي وان كانت صغيرة، وإعطاءهم الحرية ليمارسوا حياتهم بشكل مستقل فذلك يعزز من ثقتهم بالذات.
ويجب التوقف عن القاء اللوم علي الطفل وتأنيبه، ولا يجب ذم الطفل أو التقليل منه بوضعه في مقارنة مع غيره فذلك يؤذيه نفسياً ويزرع البغضاء في نفس الطفل.
8.القدوة الحسنة
من ضمن فن التعامل مع الأطفال ضبط التصرف أمامهم خاصة في مواقف العصبية والغضب، فالوالدان دائما قدوة للطفل يراقبهم دائما ويقلد تصرفاتهم ويأخذ منهم كيفية التعامل بالمواقف المختلفة.
فنجد أن الطفل ذو السلوك العنيف والعدواني قد نشأ ببيئة أسرية عنيفة ودائما ما يستخدم بها أفراد الأسرة اسلوب الضرب.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
العناد والعصبية أساليب مرفوضة ويجب علي الوالدين علاجها والتفاوض مع الطفل لحل تلك المشكلة ومن أساليب علاج تلك العادات غير المرغوبة:
1.التفاوض مع الطفل
الطفل يريد أن يشعر بالسيطرة وأن يكون المتصرف في أموره الخاصة ولا يحب تلقي الأوامر من الوالدين والآخرين، وعلي الوالدين مناقشة ابنائهم في الامور التي يريدونها وتفهم مشاكلهم وإعطاءهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم.
وذلك بالتودد إليهم وإظهار الحب فيسئلونهم بعض الأسئلة مثل: “ما الذي يرضيك؟”،”ما الذي يزعجك”،”كيف أساعدك”.
فتلك الأسئلة وبذلك الأسلوب تحسن نفسية الطفل وتشعره باهتمام من حوله بما يرضيه، ويتزز ثقته بقدرته علي التعبير عن متطلباته.
2.تقديم الاحترام للطفل
دائما ما يرفض الطفل اسلوب السيطرة والسلطة المفروضة عليه، وهو ما يدفعه كثيراً للعناد وعدم الانصياع لرغبات الآخرين لذا يجب احتوائهم وفهم رغباتهم والتناقش معهم بهدوء.
وفي المقام الأول اظهار الحب لهم والاهتمام بمشاعرهم وافكارهم وعدم اجبارهم علي فعل شئ، ولا يجب توجيه الأمر المباشر للطفل بل مدحه وتشجيعه لانجاز المهام المطلوبة منه بكل حب.
3.توجيه انتباه الطفل
يجب دائما صرف انتباه الطفل عن السلوك غير المرغوب وتشتيت انتباهه عن التصرفات السيئة.
إذا لاحظ الوالدان انتباه الطفل لشئ ما مرفوض فعليهم دعوته للعب أو قراءة قصة أو مشاهدة البرامج المفضلة لدى الطفل.
ويحتفظ الآباء دائما بالملهيات والمشتتات لاستخدامها عند حاجتهم لإعادة توجيه انتباه اطفالهم فتساعدهم الملهيات كتحضير وجبة لذيذة في صرف انتباه الطفل.
4.عدم تكليفة بالكثير من المهام
قد يخطأ الآباء بتكليف اطفالهم بالكثير من المهام مما يؤدي لعناده ورفضه لتنفيذ أياً منها وفي تلك الحالة يمكن أن يتبع الوالدان طريقة أخري وهي تقسيم المهام لأجزاء أصغر بحيث تسهل علي الطفل إنجازها بعدة مراحل.
وبذلك لا يشعر الطفل بالتكدير والعجز مما يقلل من عناده ويحفزه علي انجاز واجباته علي فترات بحيث يأخذ قسطاً من الراحة بينهم.
5.مشاركة الطفل
بدلاً من توجيه أوامر للطفل يمكن مشاركته في العمل وإظهار الحاجة له لاتمام مهام معينة فالطفل يتحسس من إلقاء الأوامر عليه ومشاركتهم بالعمل يعطيهم الشعور بالأهمية ويعزز من ثقتهم بالذات وأهميتهم.
وتلك الطريقة تشجعهم علي اتمام مهمتهم وتساعد الآباء في تغيير سلوك الطفل العنيد.
6.تعامل الآباء بحزم مع اطفالهم
فيلجأ الوالدان لتحذير ابنائهم عند قيامهم بسلوك خاطئ وإنذاره ليتوقف عن التصرف السئ وإلا سيعاقب، ولكن لا يجب أن يؤثر سلباً علي الطفل فالهدف هو تقويم سلوك الطفل وليس إيذائه.
7.تقوية علاقة الوالدين بالطفل
كلما ساد الحب بين الطفل ووالديه كلما زادت رغبته في تنفيذ متطلباتهم وتقبله لها.
ويجب علي الآباء ترك مساحة للطفل ليتذمر، ويعترض ويعبر عن مطالبة وليطلق مشاعره الكامنة والطاقات الداخلية.
8.الاتزان في التعامل مع الطفل
من الأساليب الهامة في فن التعامل مع الأطفال عدم التشديد مرة والتراخي أخري فيجب أن يكون موقف الآباء ثابت فالطفل لا يستوعب تغير القرارات مما يجعله يتذمر ويرفض الانصياع لرغبات الوالدين.
9.اتباع اسلوب الخيارات
وبدلاً من اصدار الأوامر يمكنك تخيير الطفل فمثلاً بدلاً من أن تقول له “أخلد إلي النوم” قل له “هل تريد قراءة قصة قصير أم الذهاب للنوم؟ “وإذا كانت الاجابة خارج الاختيارات عليك برفضها وطرح خيارات أخري.
إقراء أيضاً: