
الكثير من المواقف التي تمر على الطفل يحدث فيها بالإرتباك حيال رد فعل من أحد أبويه أو من كلاهما عندما يجد إعجابهم بسلوك معين قد فعله في موقف معين، بينما يرفضون وبشدة نفس السلوك ولكن في مكان آخر، أو أمام شخص آخر، ومن ثم لابد من تعديل سلوك الطفل حسب الموقف إضافة إلى إعلام الطفل بما يجري، وكيف يقوم سلوكه أمام الآخرين، وبالتالي قد يستطيع الطفل مجاراة تلك المعلومات التي يحصل عليها من خلال أبويه بطريقة سليمة، وللقيام بتعديل سلوك الطفل في بعض المواقف علينا فقط باتباع بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد الطفل في تعديل سلوكه دون أي عقبات تذكر.
فن تعديل سلوكيات الطفل
بداية لابد من التعرف على طريقة تعديل سلوك معين بشكل سليم لا يؤثر سلباً على نفسية الطفل، ولا يحوله إلى طفل عدواني، أو ينقله من مشكلة سلوكية إلى أخرى، كما يمكننا تتبع الخطوات التالية في تقويم سلوك الطفل بشكل نفسي صحيح.
- لابد من تحديد السلوك المراد تعديله مثل الغضب، أو العند، أو العدوانية، أو أي سلوك يرى الآباء أنه سلوك سيء، ولابد من تغييره، فلابد من التعرف أيضاً على السبب الذي يؤدي بالطفل إلى هذا السلوك.
- يتم اختيار مكان عادي لا يحبه الطفل، وكذلك لا يكرهه مثل أحد الزوايا المحددة داخل المنزل، على كرسي معين، ويترك فيه الطفل لمدة تسمى المهلة، وذلك لمراجعة سلوكه بينه وبين نفسه أولاً.
- لابد من متابعة الطفل، وعند قيامه بأحد السلوكيات السيئة لابد من إخباره بأن ذلك السلوك ليس من الصحيح القيام به، وأنه غير مقبول، وكذلك ينافي الأخلاق، وليس عليه فعله مرة أخرى، وإلا فسوف يذهب لمكان المهلة.
- إذا قام الطفل بتكرار السلوك غير المقبول مرة أخرى لابد من ذهابه إلى مكان المهلة ليستطيع فيه مراجعة نفسه، وذلك بوضع وقت معين له وتركه في ذلك المكان بمفرده، مع متابعته دون أن يشعر بذلك.
- كما أنه لابد من أن يكون الوقت قصير جداً وهو ما يمكن تقديره دقيقتين إلى خمس دقائق فقط، ويتم تحديد تلك المهلة حسب سن الطفل، ثم لابد من الذهاب إليه ثم التحدث إليه فيما قام بفعله.
- ثم يقوم أحد الآباء القيام بنصح الطفل بشكل بسيط يفهمه، وبأسلوب محبب لنفسه، حتى يستطيع التأثير فيه بشكل جيد، وإذا حاول الطفل الخروج من مكان المهلة قبل انتهاء المدة لابد من إعادته مرة أخرى بلطف.
- بعد انتهاء فترة المهلة لابد أن نطلق سراح الطفل، ولكن لابد من متابعته وتعزيز ثقته بنفسه من خلال بعض المواضع التي يمكن مشاركته فيها، وتعزيز السلوكيات الإيجابية في تصرفاته بالتطبيق العملي والمشاركة.
هل يستطيع الآباء تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الطفل؟!
يمكن تعزيز سلوكيات الطفل بشكل كبير ولكن بطرق مبسطة وسهلة يستوعبها الطفل خاصة إن كان في سن مبكرة، كما يمكن تطبيق ذلك عن طريق اتباع بعض الخطوات الهامة مثل:
- لابد من وجود القدوة في حياة الطفل، فإن الآباء إن أرادوا تعليم الطفل سلوك جيد معين فلابد من القيام به أمام الطفل حتى يستطيع تقليدهم وتطبيق ما يفعلون، حيث أن الطفل يميل لتقليد من يحبهم.
- لابد من التحدث بطريقة سليمة وأسلوب راقٍ أمام الطفل حتى يكتسب طريقة التحدث المثلى، وحتى يتعود على أن يكون لطيفاً في أسلوبه مع الآخرين، وأن يكون شخصاً هادئاً.
- تشجيع الطفل بشكل دائم، ولابد من أن نشعره بأنه قام بعمل جيد، أو سلوك لطيف، كما يجب مكافئته على ذلك ولكن بطرق غير مباشرة، حتى لا يرتبط في نفسه أنه كلما يقوم بسلوك جيد فلابد من مقابل يحصل عليه.
- من الضروري جداً عدم اتباع أسلوب الأوامر مع الطفل خاصة العنيد، كما أنه يجب مراعاة التعامل ببساطة وإيجابية، وتعليمه كيفية التعامل برقي وأسلوب متحضر، والابتعاد به عن العصبية والعند.
- يجب أن يعيش الطفل في بيئة مريحة نفسياً وآمنة، حتى يستطيع الاعتماد على نفسه بشكل سليم، وكذلك يجب مراعاة عدم تعرض الطفل لنوبات الغضب والعصبية المفرطة، فهو يؤثر سلباً على بناء شخصية الطفل.
- يجب تعليم الطفل السلوكيات الجيدة من خلال تعامله مع أبويه أو بعض الأشخاص المقربين لديه، كما أنه لابد من عدم التعجل، حيث أنه لابد أن يأخذ وقتاً كافياً لكل سلوك بما يقارب شهرين كاملين.
- لابد أيضاً من تعليم الطفل بعض السلوكيات الأولية والتي تساعده في ترتيب حياته، مثل جمع ألعابه بعد الانتهاء، وغسل أسنانه يومياً بعد الاستيقاظ وقبل النوم، وغسل يديه قبل الأكل وبعده، والنوم مبكراً.
- من المهم استخدام أسلوب المكافئات لأغلب السلوكيات التي يقوم بها الطفل، وليس كل السلوكيات، وذلك ليعلم الطفل أن هناك بعض السلوكيات الأساسية في حياته ولا يمكن التغاضي عنها، وفي بعضها يمكن مكافئته.
- من المكافئات التي يمكن للطفل الحصول عليها عند قيامه بتصرف أو سلوك جيد، هو زيادة وقت لعبه بشكل بسيط غير مبالغ فيه، أو ذهابه إلى مكان يحبه للتنزه قليلاً، أو تقديم بعض الهدايا المفيدة له.
- كما أن هناك في الكثير من الأوقات لابد أن تكون المكافئة غير مادية أيضاً مثل أن تقوم بحضن الطفل أو تقبيله، أو أن تمازحه في شيء معين، أو أن تتركه يتناقش معك في بعض الأمور الهامة بالنسبة له.
- لابد من ترك الطفل يتناقش في بعض الأمور التي تخصه بالطريقة التي يرغب بالتعبير عنها، حتى يتسنى له تعلم المشاركة الفعالة، ولكن عند حدوث ذلك لابد من تعليمه كيف يصل لحل يرضي الجميع، ويرضيه.
الأسباب التي تتسبب في سلوك غير سوي للطفل
- تعرضه لبعض ردود الأفعال التي قد تزعجه، أو معاملته بشكل قاسٍ أمام الغرباء، أو بعض أفراد الأسرة، أو تعرضه للتنمر من قبل زملاؤه في المدرسة أو الحضانة، أو بعض الأصدقاء.
- وجود بعض الأمراض العقلية، مثل فرط الحركة، وعدم الإنتباه، وبعض الإضطرابات التي قد تحدث نتيجة لشعوره بالقلق، أو مرض التوحد، أو بعض المشكلات التي تتعرض باضطراب الوسواس القهري.
- بعض المشكلات الحسية التي قد يواجهها، مثل اضطرابات تحدث له نتيجة تعرضه للضوء، أو الأصوات العادية التي يمكن أن تزعجه بشكل كبير، فلابد من متابعة الطفل حتى يستطيع الآباء التصرف تجاه أي مرض.
- وهناك بعض الصعوبات التي قد تواجهه في التعلم، وتعسره في القراءة مثلاً، أو عدم استيعابه لبعض الدروس، وعدم انتباهه بشكل جيد قد يؤدي أيضاً إلى تعرض الطفل لبعض المشكلات السلوكية.
- كما أنه يمكن أن يقوم ببعض السلوكيات غير المقبولة إذا شعر بأن هناك من هو معجب بسلوكياته أو معجب بشخصيته عند قيامه بسلوك غير مرغوب فيه، وبالتالي فلابد من تقويمه بشكل صحيح، وغير قاسي.
العوامل المؤثرة على سلوكيات الطفل
- من أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر في شخصية الطفل بشكل سلبي هي عدم الإهتمام، أو تغيير نمط الحياة مثل ولادة طفل آخر، ويبدأ الجميع في إهماله، والإهتمام بالمولود الجديد والتقصير في حقه.
- تعرض أحد أفراد الأسرة لظروف سيئة وصعبة قد تؤثر على نفسية الطفل، أو قيام أحد الوالدين بعمل نفس السلوك السلبي وقد يتعلمه الطفل من أحدهم، أو احتياج الطفل لوالديه أو أحدهما.
- قيام الطفل بلفت إنتباه الأشخاص من حوله لاسيما الأشخاص المقربين له عند شعوره بإهمالهم له، أو غيابهم عنه، فإنه يقوم ببعض السلوكيات، ولكن بالنسبة له فهو تعبير عما يشعر به.
يعبر الطفل عما يشعر به من مشاعر سلبية أو إيجابية بطرق تختلف عن طرق التعبير لدى الكبار، ولذلك فلابد من الإهتمام بما يشعر به الطفل، والأخذ في الإعتبار أي تصرف يقوم به لابد للأبوين من تحليله حتى يستطيعون فهم احتياجات طفلهم.