
تأتي في المقام الأول التربية قبل أي شيء آخر، حيث يجب على الأبوين تعليم الأبناء بشكل لائق وسليم وتقويم سلوكيات أطفالهم حتى يمكنهم تنشئتهم بشكل صحيح نفسياً، واجتماعياً، وصحياً، وبالتالي فإن هناك الكثيرين ممن تحدثوا عن طريقة التربية السليمة للأطفال، وهناك بعض الأساس التي يمكن أن تساعد في تربية الطفل في بيئة صحية وبشكل مناسب للمجتمع الذي يعيش فيه، وللأشخاص الذين يتعامل معهم من حوله، كما أن تربية الطفل تستلزم بعض الشروط التي يجب توافرها في الأشخاص الذين يتلقى منهم الطفل السلوكيات حتى يكون له سلوك منضبط يصلح لأن يتعامل مع نفسه أولاً به قبل أن يتعامل مع المجتمع الخارجي.
نصائح تريبة الأطفال
لابد من بناء ثقة الطفل في نفسه، وحثه دائماً على أن يصنع قراره بنفسه مع المتابعة السليمة، ومساعدته دائماً على تعلم كيف يختار كل شيء بشكل سليم، ومناسب له ولمن حوله، وبالتالي فإنه هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز ثقة الطفل في نفسه وفيمن حوله من أشخاص قريبين له، ومن تلك الاستراتيجيات بعض الأمور التي يمكن سردها في السطور التالية.
- لابد من بدء مساعدة الطفل على تكوين شخصية سليمة منذ نعومة أظفاره، حيث تبدأ من الاهتمام بالطفل وتعليمه وتدريبه وأكله وملبسه، ومظهره، وكل ما يتعلق به من أمور ثابتة.
- كذلك لابد من الالتفات إلى أن الطفل ذكي ويفهم كل ما يدور حوله، وبالتالي فلابد من استثمار ذلك الذكاء في تعليمه أشياء مفيدة له نفسياً، وصحياً، ومعنوياً، ومجتمعياً.
- وتكرر كلمة مجتمعياً كثيراً هنا حيث أنه لابد أن يتعلم أن يكون نافعاً لنفسه ولمجتمعه ولبلده، كما أنه لابد أن يتعلم تقديم المساعدة لغيره ممن يحتاجونها في أي وقت، خاصة الأشخاص الأكبر سناً.
- كما أنه لابد أن يكون والدي الطفل على أتم الاستعداد لبذل ذلك المجهود الذي يساعد الطفل على التطور فكرياً، وعلمياً، فلابد من القيام على تعليم الطفل كل العادات التي يجب عليه أن يقوم بها، ولكن بشكل بسيط يفهمه.
- كما أنه يجب منح الطفل الكثير من الصلاحيات للقيام ببعض الأعمال اليسيرة تحت أنظار ومتابعة الأبوين، حتى لا يتصرف بشكل خاطئ قد يؤدي إلى إيذاؤه، أو إيذاء شخص آخر دونما يشعر.
- تشجيع الطفل على ممارسة العادات السليمة التي يتعلم منها كيف يشارك مجموعة من الأشخاص بشكل مبتكر، وكيف يفكر بطريقة صحيحة، وكيف يساعد نفسه في الوصول إلى أهدافه، وكيف أيضاً يضع أهدافه.
- كما يجب وضع الثقة فيه بشكل أكبر بأن يحدثه الأبوين عن أنهما يحبانه ويثقون فيه وفي قدراته على حل تلك المشكلة البسيطة، أو على القيام ببعض الأمور التي يتدرب عليها بشكل غير مباشر.
- الاستعانة ببعض الأدوات التي تساعده على التركيز وكذلك يمكن الاستعانة ببعض الأشخاص من ذويه أو أخوانه الأكبر سناً، أو بعض أبويه أو كليهما، حتى يستطيع التدريب على ممارسة بعض الأعمال الأخرى.
إندماج الطفل في مشاركة أقرانه
- يصعب على الطفل في بداية اختلاطه بالغرباء أن يشارك بأي أمور، ولكن هناك بعض المشاركات البسيطة داخل المنزل والتي يتم القيام بها مع أفراد الأسرة أو أفراد العائلة من الأشخاص المقربين للطفل.
- ثم بعد ذلك يتم تدريبه على المشاركة مع صديق مقرب له، ثم تكبر المشاركة عن ذلك بأن يقوم بمشاركة بعض الأشخاص الذين يعرفهم، ثم بالتدريب يصل إلى المشاركة الفعالة في جماعة.
- وكذلك فيمكنه الإبتكار في تلك المشاركة، والقيام ببعض الأعمال التي لم يسبقه إليها أحد، وبالتالي فإنه لابد من تدريبه على ذلك بشكل بسيط ويسير حتى يستوعب ما عليه فعله، وحتى ينمي لديه بعض الجرأة في المعاملة.
- الكثير من الأطفال لا يمكنه الإشتراك في الكثير من الأنشطة، والتعاون مع الآخرين، ولكن ببعض التدريبات والتمارين الخفيفة يعتاد على ذلك، وهو الذي يسعى لأن يشارك في أي نشاط يجده، بشرط أن يكون نافعاً له.
- كما أنه يجب على الأبوين القيام ببعض التمارين الرياضية التي تنمي الذكاء والجسم في آن واحد، فإن الرياضة تنمي القدرات بشكل طبيعي، وسريع، كما أنه يحتاج إلى تقوية عضلات جسده بشكل قوي.
- كما يمكن تعليم الطفل أثناء المشاركة أنه يطلب المساعدة إذا احتاج لها، وكذلك يقوم بمساعدة الآخرين إن احتاجوا لذلك، حتى يتم التوافق فيما بينهم، ويستطيع فيما بعد المشاركة في أعمال أكبر وأهم.
زرع التقدير والاحترام في نفس الطفل
- من الأمور التي لا يمكن التهاون فيها هي تعليم الطفل كيف يتأدب مع من هو أكبر منه، ولكن يأتي ذلك تباعاً، حيث أنه لابد من أن يتعلم أسلوب الكلام الصحيح، والتعامل بشكل راقي ومحترم.
- إضافة إلى ذلك تعليمه النظام، وأن النظام في حياته يستطيع أن يساعده على توفير الكثير من الوقت والمجهود في كل شيء، فلابد أن يتعامل مع كل شخص بأسلوب محترم وجميل وهادئ حتى يعتاد على ذلك.
- يجب تعليم الطفل مراعاة مشاعر الغير، حيث أنه لابد أن يحترم الأشخاص والظروف التي يمرون بها من فرح أو حزن، وكذلك يرفق بالأشخاص الذين يتعامل معهم، حتى يكتسب هذا الأسلوب في سلوكه.
- ضرب الأمثلة على الاحترام وقراءة بعض القصص التي تحثه على احترام الكبير والصغير، كما أنه لابد من أن يتعامل مع الأشخاص بشكل مباشر حتى يستطيع تطبيق ما يتلقاه من والديه بشكل واقعي.
- لابد من تعليم الطفل تقدير وجهات النظر الأخرى والتي تتعارض مع وجهة نظره، وتقبل الرأي الآخر، حتى لا يكون على خلاف مع الأشخاص الذين يتعامل معهم، وحتى يستطيع بناء علاقات اجتماعية سوية.
الطفل ولغة الاعتذار
- يستطيع الأبوين تعليم الطفل كيف يعتذر إن أخطأ، وكيف تكون طريقة الاعتذار مرضية للآخر، وكيف يشعر بأنه بالفعل أخطأ، فمن المفترض أن يعتذر حين يخطئ مع أي شخص، وأن يعترف بذلك أمام نفسه.
- لابد من تعليمه أن الاعتذار ليس عيباً، ولكنه من شيم الرجال، وكذلك إن كانت طفلة فإنها لابد أن تعلم أن الاعتذار من شيم الصالحين والصالحات، حتى تستطيع أن تواجه نفسها حين تخطئ، وتعتذر.
- كما أنه لابد من تعليم الطفل أنه لا يعتذر بسهولة لأي شخص، إلا فقط في الحالات التي يخطئ فيها، ولابد أن يتناقش مع من حوله حتى يستطيع فهم ما أخطأ فيه، ويتدبر الأمر، ويصلح ما أفسده بنفسه.
- وذلك لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يجبرون الطفل في مراحله المبكرة على الاعتذار بشكل أو بآخر حتى يحملونه أخطاء أناس آخرون، ولابد من التعرف على كيفية التعامل مع الطفل بشكل سليم منذ البداية.
تنمية الذكاء العاطفي في عقل الطفل
- يجب تعليم الطفل ما هو التعاطف مع الآخرين، وكيفية التعاطف، على أن يبدأ الطفل بالاستجابة لها والاعتياد عليها، وذلك يعتبر من الأساليب الهامة في تنمية قدرات الطفل، وتعليمه كيفية مخالطة من حوله.
- فلابد أن يتعامل مع الناس بشكل جاد، وأن يراعي مشاعرهم حتى أثناء نشوب خلاف بينهم، ويتعلم كيف يكون الاختلاف وآدابه، حتى يستطيع أن يختلف مع الغير ولكن بأسلوب مهذب ومناسب لأخلاقه.
تربية الأطفال تساعد على زرع القيم والمبادئ والأخلاق التي يستطيع الشخص أن يتعامل من خلالها مع أي شخص أو مجتمع يعيش فيه، كما أنه تنمي قدرات الطفل، وتعلمه كيف يساعد الغير، ويقدرهم، ويحبهم، ويتنافس معهم باحترام متبادل.